مراكش

مشيني دليلك الموثوق للسياحة

مراكش: المدينة الحمراء وعاصمة النخيل

مراكش، التي تُلقب بالمدينة الحمراء وعاصمة النخيل، تعتبر واحدة من أبرز وأشهر المدن المغربية وأكثرها سحرًا. تأسست هذه المدينة العريقة في القرن الحادي عشر، لتصبح اليوم رابع أكبر مدينة في المملكة المغربية من حيث عدد السكان، كما أنها تمثل عاصمة جهة مراكش-آسفي. تقع مراكش على بُعد 580 كم (360 ميل) جنوب شرق طنجة، 327 كم (203 ميل) جنوب شرق العاصمة الرباط، 239 كم (149 ميل) جنوب شرق الدار البيضاء، و246 كم (153 ميل) شمال شرق مدينة أكادير.

المدينة الحمراء: تاريخ وحضارة

تعد مراكش بمبانيها وأسوارها المصنوعة من الطين الأحمر واحدة من المدن الفريدة في العالم. ترجع هذه التسمية إلى استخدام الطين الأحمر في بناء معظم الأبنية داخل المدينة، ما يمنحها طابعًا مميزًا وجمالًا فريدًا. كما أن مراكش تتميز بأنها مدينة تحتفظ بعراقتها وأصالتها، بينما تشهد تطورًا كبيرًا على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية.

تستقطب المدينة السياح من مختلف أنحاء العالم بفضل مواقعها السياحية المتنوعة. تضم مراكش العديد من المعالم التاريخية التي تروي قصصًا عن عصور ماضية، فضلاً عن أسواقها التي تنبض بالحياة وتقدم للزوار تجارب تسوق فريدة. إضافة إلى ذلك، توفر المدينة مجموعة من الفنادق الفاخرة والمنتجعات التي تضم مرافق رياضية وحمامات سباحة ومنتجعات صحية، ما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن الاسترخاء والترفيه.

متحف مراكش للتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية

من أبرز معالم المدينة الحمراء التي تعكس قوتها الثقافية هو “متحف مراكش للتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية”، الذي تم افتتاحه في عام 2016. يعد هذا المتحف واحدًا من أكبر المتاحف في العالم المخصصة للتصوير الفوتوغرافي، حيث يحتضن صورًا تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر، إلى جانب أعمال لفنانين معاصرين من مختلف أنحاء العالم. يهدف القائمون على المتحف إلى جعله وجهة ثقافية دولية تعزز من مكانة مراكش كمدينة تستهوي المصورين والفنانين على حد سواء.

يعتبر المتحف إضافة هامة لمدينة مراكش التي تجمع بين العراقة والحداثة. ووفقًا لما ذكره المدير الثقافي في المتحف مصطفى آغريب، فإن “مدينة مراكش هي المكان الأمثل لإنشاء هذا المتحف، إذ حافظت على أصالتها وحافظت في الوقت نفسه على تطورها الثقافي والاقتصادي”. ومع ذلك، وعلى الرغم من سحر هذه المدينة، لا يحبذ العديد من أهل مراكش فكرة التقاط الصور لهم، ولكن تبقى المدينة مليئة بالمشاهد التي تسحر عدسات المصورين.

أفضل الأنشطة السياحية في المدينة الحمراء

الحمام المغربي: تجربة الاسترخاء الأصيلة

يعد الحمام المغربي أحد أبرز الأنشطة التي يجب أن يختبرها أي زائر لمراكش. وهو ليس مجرد استحمام بل هو تجربة ثقافية عميقة تعود إلى قرون مضت. في الحمام المغربي التقليدي، يبدأ الزوار بجلسة بخار لفتح المسام، ثم يتبع ذلك فرك الجسم باستخدام صابون أسود مستخلص من زيت الزيتون. بعد ذلك، يتم تقشير الجلد باستخدام قفاز خاص يسمى “كيسة” لإزالة الجلد الميت، ويتم تطبيق “الغاسول”، وهو طين غني بالمعادن، لإزالة السموم وتنقية البشرة. وأخيرًا، يمكن الاستمتاع بتدليك مريح واسترخاء على حمام السباحة.

جولة طعام مغربية أصيلة

المطبخ المغربي يُعتبر واحدًا من أفضل المطابخ في العالم، ويستحق كل هذا الإعجاب. المزيج الفريد من التأثيرات البربرية والعربية واليهودية، إلى جانب التأثيرات الفرنسية والإسبانية، ينعكس في مجموعة الأطعمة المغربية الشهية. من الطاجين إلى الكسكس، مرورًا بالمشاوي المغربية والحلويات التقليدية، يعد الطعام في مراكش رحلة لا تُنسى للذواقة.

مشهد الفن المعاصر في مراكش

مراكش ليست فقط مدينة تاريخية بل هي أيضًا مركز مزدهر للفن المعاصر في شمال أفريقيا. تجذب المدينة سنويًا المعارض الفنية التي تعرض أعمالًا لفنانين محليين ودوليين. يعد المعرض السنوي للفن المعاصر في مراكش حدثًا مهمًا يعزز من مكانتها كمدينة ثقافية ووجهة للفنانين والمبدعين.

الرقص عند غروب الشمس في مقهى Clock

يقع مقهى “كلوك” في قلب مراكش ويعد واحدًا من الأماكن المميزة التي تجذب السياح والمقيمين على حد سواء. في هذا المقهى، يمكن للزوار الاستمتاع بالأجواء المغربية التقليدية والمعاصرة. في أيام الخميس، يتحول المقهى إلى مسرح لرواة القصص المهرة الذين يسردون قصصًا مغربية غنية بالتراث والتاريخ. كما يقدم المقهى عروضًا موسيقية رائعة في المساء، تجمع بين التأثيرات التقليدية والمعاصرة.

زيارة استوديوهات سيدي غانم

في حي سيدي غانم، يمكن للزوار الاستمتاع بزيارة استوديوهات التصميم التي تمثل مزيجًا من الحرف التقليدية والفن المعاصر. المنطقة تعد مركزًا نابضًا بالحياة للفنانين والمصممين الذين يعرضون أعمالهم التي تمزج بين الحرف اليدوية التقليدية والجماليات الحديثة.

أسواق مراكش: تجربة التسوق الفريدة

تعتبر أسواق مراكش من أهم الوجهات التي يجب على الزوار تجربتها. يمكن للزوار المساومة للحصول على أفضل الصفقات على السلع التقليدية مثل السجاد المغربي، والخزف، والمجوهرات الفضية، والأقمشة المطرزة يدويًا. وبالإضافة إلى ذلك، يعد سوق باب الخميس واحدًا من أبرز أسواق السلع المستعملة في المدينة، حيث يمكن العثور على قطع أثرية فريدة وأثاث قديم.

الرحلة بالبالون في سماء مراكش

إذا كنت تبحث عن مغامرة غير تقليدية، فإن رحلة بالون الهواء الساخن تعد تجربة لا تُنسى. مع شروق الشمس، يمكن للزوار الاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة تشمل جبال الأطلس والصحراء، والتناقض بين الرمال الذهبية والهندسة المعمارية الحمراء في المدينة. هذه التجربة توفر فرصة لرؤية المدينة من زاوية فريدة ومثيرة.

حديقة ماجوريل: واحة من الجمال الطبيعي

حديقة ماجوريل هي واحدة من أشهر المعالم الطبيعية في مراكش. صممها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل في عام 1922، وهي تضم مجموعة واسعة من النباتات الغريبة من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الزهور المدهشة والهياكل الزرقاء التي تميز الحديقة. كما يحتوي الموقع على متحف البربر الذي يضم مجموعة من القطع الأثرية الفريدة.

قصر الباهية: تحفة معمارية مغربية

يعد قصر الباهية أحد المعالم السياحية الأكثر شهرة في مراكش. تم بناء القصر في أواخر القرن التاسع عشر، ويتميز بتصميمه الفاخر الذي يعكس الحب المغاربي للفخامة. يضم القصر حدائق جميلة وغرفًا مزخرفة بأعمال جصية وفنية رائعة، ما يجعله وجهة مثالية لمحبي التاريخ والفن المعماري.